ماذا قالوا العلماء عن عظمة الرسول
وَأَحسَنُ مِنكَ لَم تَرَ قَطُّ عَيني / وَأَجمَلُ مِنكَ لَم تَلِدِ النِساءُ/ خُلِقتَ مُبَرَّءً مِن كُلِّ عَيبٍ/ كَأَنَّكَ قَد خُلِقتَ كَما تَشاءُ"
هذه الأبيات قالها حسان بن ثابت "شاعر الرسول" في مدح أشرف خلق الله جميعاً رسولنا الكريم "محمد" صلى الله عليه وسلم، والذي حمل لنا رسالة الله عز وجل فكان نبراساً مضيئاً ورحمة مهداة للبشرية جميعها.
شخصية رسولنا الكريم بما جمعته من معاني وصفات جليلة كانت محل تأمل للعديد من المفكرين والفلاسفة حول العالم، كما تناول الشعراء سيرته العطرة بالمدائح وبالرثاء عقب وفاته.
ونقلب صفحات كتاب " الإسلام ورسوله في فكر هؤلاء " لمؤلفه أحمد حامد الذي يجمع فيه أراء نخبة هائلة من الأدباء والمفكرين والفلاسفة في الإسلام ورسوله الكريم "محمد صلى الله عليه وسلم".
برنارد شو
الكاتب المسرحي البريطاني جورج برنارد شو، رفض أن يكون أداة لتشويه صورة الرسول "صلى الله عليه وسلم" عندما طلب منه البعض أن يمسرح حياة النبي حيث جاء رفضه قاطعاً.
ومما قاله عن الإسلام ورسوله: "قرأت حياة رسول الإسلام جيداً، مرات ومرات لم أجد فيها إلا الخلق كما يجب أن يكون، وأصبحت أضع محمداً في مصاف بل على قمم المصاف من الرجال الذين يجب أن يتبعوا".
و"لما قرأت دين محمد أحسست أنه دين عظيم، وأعتقد أن هذا الدين العظيم سيسود العالم ذات يوم قريب مقبل إذا ما وجد الفرصة لانتصاره، ليتعرف العالم عليه بلا تعصب".
وقال أيضاً "لو أن محمداً وجد في هذا العالم اليوم لاستطاع بقوة إقناعه أن يحل كل مشكلات العالم وان يجعل الحب والسلام هم الحياة، ولاشك أن الإسلام ونبي الإسلام، استطاعا أن يجعلاني أقف باحترام شديد للرسالة ورسولها وتمنيت دائماً بأن يكون الإسلام هو سبيل العالم فلا منقذ له سوى رسالة محمد".
"أرجوا أن تفهموا نبؤتي فالإسلام قادم ليصبح العالم به في حب وسلام فقد دخل ومايزال يدخل الإسلام كثرة هائلة من بني قومي ومن الأقوام الأخرى حتى ليمكن أن يقال أن تحول أوروبا إلى الإسلام قد بدأ".
برتراند راسل
أخلاق "محمد" تمنح معنى للوجود
برتراند راسل وهو أحد فلاسفة بريطانيا الكبار والحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1950، قال: "لقد قرأت عن الإسلام ونبي الإسلام فوجدت أنه دين جاء ليصبح دين العالم والإنسانية، فالتعاليم التي جاء بها محمد والتي حفل بها كتابه مازلنا نبحث ونتعلق بذرات منها وننال أعلى الجوائز من أجلها".
و"كان محمد بتعاليمه وكتابه أحق بكل الجوائز لكنه لم يسع إلى ذلك وترك الأمور تسير بطبيعتها حتى لا يتهم بأن الإسلام بالسيف ساد وانتشر".
"لقد كانت ومازالت ديانة محمد توحيداً سهلاً ولم يزعم لنفسه انه إله ولا زعم أتباعه له هذه الطبيعة الإلهية نيابة عنه، لقد كانت الأخلاق الإسلامية منذ محمد وحتى اليوم وغداً هي المفتاح الحقيقي للإنسان الذي يحلم بان يكون لوجوده معنى".
توماس كارليل
الرسول لم يكن من محبي الشهرة
المصلح الاجتماعي الإنجليزي توماس كارليل كان مولعاً بالشخصيات التي غيرت مجرى التاريخ، وأفرد في كتابه "الأبطال" فصلاً كاملاً للحديث عن الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم" واستعرض فيه نواحي العظمة في حياته ورد على افتراءات الكارهين له ولرسالته العظيمة حتى انه اتهم بالتحيز للإسلام.
ومما قاله "قوم يضربون في الصحراء عدة قرون لا يؤبه بهم ولهم فلما جاءهم النبي العربي، أصبحوا قبلة الأنظار في العلوم والمعرفات وكثروا بعد قلة، وعزوا بعد ذلة، ولم يمض قرن حتى استضاءت أطراف الأرض بعقولهم وعلومهم".
كما يفند كارليل مزاعم الكارهين مدافعاً عن رسول الإسلام والرسالة بقوله: "لم يكن رسول الإسلام من محبي الشهرة كما يدعي البعض لم يكن في فؤاد ذلك النبي العظيم أي طمع دنيوي، لأن الذي يتمسك بحبل الله لا تهمه الظواهر ولا السطحيات، فقد تمسك بحبل الله ضارباً حسابا الربح والخسارة عرض الحائظ غير مهتم بجاه أو شهرة أو سلطان، ولو كان يريد ذلك لركن إلى أقوال الذين ساوموه على ذلك، لكنه أقسم أنهم لو وضعوا في يديه القمر والشمس على أن يترك هذا الدين ما تركه".
ويليام موير
السير ويليام موير هو اسكتلندي درس الحقوق في جامعتي أدنبره، وجلاسجو وبدأ يبحث عن الإسلام ويدرس أخلاق نبي الإسلام في بداية وجوده بالهند وله دراسات جديدة منها "سيرة النبي والتاريخ الإسلامي"
ويقول في كتابه هذا: "من صفات النبي الجديرة بالتنويه والإجلال "الدقة والاحترام" اللتان كان يعامل بهما أتباعه حتى أقلهم شأناً، فالتواضع والرأفة والإنسانية وإنكار الذات والسماحة والإخاء وثقت به محبة كل من حوله"
"ولقد امتاز محمد بوضوح كلامه وسهولة دينه ولقد أتم من الأعمال مالم ولن يستطيعه مصلح اجتماعي، فقد أحيا الأخلاق وحث على الفضيلة، وهذا حال الأنبياء والرسل حينما يربيهم الله ويرسلهم برسالة حق كما أرسل محمداً بالإسلام الحقيقة والحق ليختم الرسالات وأيضاً ليختم الأنبياء".
"صنع محمد أمة من قوم كانوا من قسوة القلب والبداوة بحيث يصعب التأثير فيهم فأصبحوا كما أراد الإسلام ونبيه وراحوا يملأون العالم بعد ذلك علماً ونوراً بعد أن كانوا من الجهالة والجاهلية".
روسو
لم أرى في العالم رجلا مثل "محمد"
الفليسوف الفرنسي جان جاك روسو فقد أبدى إعجابه بالنبي محمد "صلى الله عليه وسلم" قال:
"لم ير العالم حتى اليوم رجلا استطاع أن يحول العقول، والقلوب من عبادة الأصنام إلى عبادة الإله الواحد إلا "محمداً" ولو لم يكن قد بدأ حياته صادقاً أميناً ما صدقه أقرب الناس إليه، خاصة بعد أن جاءته السماء بالرسالة لنشرها على بني قومه الصلاب العقول والأفئدة، لكن السماء التي اختارته بعناية كي يحمل الرسالة كانت تؤهله صغيراً فشب متأملاً محباً للطبيعة ميالا للعزلة لينفرد بنفسه".
ويؤكد روسو قائلاً "لو أن محمداً عاش مدة أطول مما عاش، لأصبح الإسلام ورسوله سادة العالم"
فولتير
الشاعر والكاتب الفرنسي فولتير وصاحب حركة الاستنارة الفرنسية في القرن الثامن عشر والذي كان يؤمن بالتسامح الديني عندما تحدث عن رسول الإسلام قال "السنن التي أتى بها محمد كانت كلها ما عدا تعدد الزوجات قاهرة للنفس ومهذبة لها، فجمال تلك الشريعة وبساطة قواعدها الأصلية جذبا للدين المحمدي، أمماً كثيرة أسلمت"
ويتابع قائلاً "أنه دين يستحق الإعجاب والإجلال والتقدير ذلك لأنه جعل زنوج أواسط إفريقيا، يشعرون بآدميتهم، وجعل سكان جزر البحر الهندي يعرفون أن هناك قوة غير التي اعتادوا عليها"
وينفي ما يتردد حول أن الإسلام استولى قهراً وبالسيف على أكثر من نصف الكرة الأرضية، فيقول "هذه شائعات تحاول أن تقلل من قيمة الإسلام ورسوله، وان الدليل على ذلك أن كثيرين اعتنقوا الإسلام وهم بعيدون عن بلاده وغزوات وفتوحاته، فكيف إذن وصلهم السيف الذي يدعيه مؤرخونا وخطباؤنا".
جوته
أما الشاعر والأديب الألماني يوهان فولفجانج جوته فقد اطلع على القرآن الكريم والسيرة النبوية وكان معجباً بشخصية الرسول نظرا لما قام به من تأسيس الفكر والدين الإسلامي، وانه لم يقصر حياته على مجرد بث التعاليم الدينية، ولكنه استخدم في توصيل رسالته ودعوته وسائل كفاح دنيوية.
وقد ظهر هذا الإعجاب من خلال أشعاره، وأعماله الأدبية والتي نذكر منها "تراجيديا محمد" هذا الكتاب الذي أنقسم إلى فصلين الأول تحدث فيه عن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، أما الفصل الثاني فقام بتصوير معاناة الرسول أثناء تبليغه الرسالة وما قساه من المشركين خلال ذلك.
كما اختص جوته الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم" بقصيدة مدح طويلة، مشبهه بالنهر العظيم الذي يجر معه الجداول والسواقي في طريقه إلي البحر، كما قام بكتابة مسرحية أيضا عن الرسول ولكنها لم تكتمل لوفاته.
وعن الرسول قال جوته: "كان الرسول معداً إعداداً ربانياً أنفرد به من بين سابقيه من الرسل والأنبياء على كثرتهم".
كما قال "كان رسول الإسلام متواضعاً محباً للخير وجاءته رسالة الخير، استطاع بحبه لرسالته أن يجعلها تمتد وتنتشر وتضرب جذورها في أعماق النفس البشرية التواقة دائماً للتعرف على النواحي الإيجابية في الحياة"
حول العالم
بروكلمان احد كبار المستشرقين الأمريكيين الذين عشقوا اللغة العربية وله عدة كتب عن تاريخ العرب الأدبي والتاريخ الإسلامي، قال عن سيدنا "محمد" : "لم تشبه شائبة من قريب أو من بعيد، فعندما كان صبياً وشاباً، عاش فوق مستوى الشبهات، التي كان يعيشها أقرانه، من بني جنسه وقومه بدليل أن شريفة مكة وهي السيدة "خديجة" استدعته راجية أن يراعي تجارتها ولفرط ثقتها فيه وأمانته في مالها ولثقته الكبيرة في نفسه طلبته زوجاً لها".
وعن الكيفية التي تعامل بها الرسول "صلى الله عليه وسلم" مع اليهود قال الزعيم الألماني هتلر "أعتقد أن الذي استطاع أن يتعامل مع اليهود، ويكسبهم ويشل حركتهم في نفس الوقت هو رسول الإسلام محمد الذي فهم ما تدور به عقولهم وقلوبهم، لذا كان محمداً حريصاً منهم حريصاً عليهم ليبلغ رسالته فاستقطبهم بطريقته التي لم ولن يصل إلى مرتبتها أحد، فالتعامل مع اليهود مشكلة غير عادية أنهم لا يستحقون الحياة إلا أن محمداً كان واسع الصدر يملك منطقا غير عادي، تأكدنا منه لتعامله معهم بالود الذي لم يألفوه وبالقوة التي شهدوها"
ويتابع هتلر "اعتقد أنه لو كان محمد في عصرنا هذا لما فعل ما فعلت مع اليهود لكنهم لا يستحقون إلا ما قمت به معهم"
وقال الزعيم الهندي المهاتما غاندي "إن نبي الإسلام هو الذي قادني إلى المناداة بتحرير الهند"، "العظيم الخالد إلى الأبد محمد بن عبد الله رسول الإسلام كان قادراً على السيطرة على العالم كله، ومع ذلك ترك نفسه إنساناً بالإسلام ولم تستطع شهوة الشيطان في السيطرة أن تحوم حتى حوله فعاش نبي الإسلام رسولاً، بشراً عادياً أمام إخوانه من الناس، كواحد منهم رغم أنه اصطفاء إلهي".
تولستوي
الأديب الروسي ليو تولستوي قال "لا يوجد نبي حظي باحترام أعدائه سوى النبي محمد مما جعل الكثرة من الأعداء يدخلون الإسلام"
ويتابع الأديب الروسي "أنا واحد من المبهورين بالنبي محمد، الذي أختاره الله الواحد لتكون أخر الرسالات على يديه وقلبه وعقله، ليكون هو أيضاً أخر الأنبياء حيث لم يأت ولن يأت بعده جديد، اعتراف محمد بالأنبياء الذين سبقوه بتكليف من الإله الواحد ليقدموا البناء الاجتماعي العالمي الذي جاء يستكمله دليل لا يقبل الشك فقد جاء محمد ليستكمل بالإسلام البناء الاجتماعي للإنسان في كل مكان".
وفي الشعر قال شرف الدين البوصيري:
مُحَمَّدُ سَيِّدَ الكَوْنَيْنِ والثَّقَلَيْنِ=والفَرِيقَيْنِ مِنْ عُرْبٍ ومِنْ عَجَمِ
نَبِيُّنَا الآمِرُ النَّاهِي فلاَ أَحَدٌ=أبَّرَّ فِي قَوْلِ لا مِنْهُ وَلا نَعَمِ
هُوَ الحَبيبُ الذي تُرْجَى شَفَاعَتُهُ=لِكلِّ هَوْلٍ مِنَ الأهوالِ مُقْتَحَمِ
دَعا إلى اللهِ فالمُسْتَمْسِكُونَ بِهِ=مُسْتَمْسِكُونَ بِحَبْلٍ غيرِ مُنْفَصِمِ
فاقَ النَّبِيِّينَ في خَلْقٍ وفي خُلُقٍ=وَلَمْ يُدانُوهُ في عِلْمٍ وَلا كَرَمِ
وَكلُّهُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ مُلْتَمِسٌ=غَرْفاً مِنَ الْبَحْرِ أَوْ رَشْفاً مِنَ الدِّيَمِ
ووَاقِفُونَ لَدَيْهِ عندَ حَدِّهِمِ=مِنْ نُقْطَة العِلْمِ أَوْ مِنْ شَكْلَةِ الحِكَمِ
فهْوَ الذي تَمَّ معناهُ وصُورَتُه=ثمَّ اصْطَفَاهُ حَبيباً بارِىءُ النَّسَمِ
أما حسان بن ثابت فقال يمدح الرسول:
شَقَّ لَهُ مِنِ إِسمِهِ كَي يُجِلَّهُ=فَذو العَرشِ مَحمودٌ وَهَذا مُحَمَّدُ
نَبِيٌّ أَتانا بَعدَ يَأسٍ وَفَترَةٍ=مِنَ الرُسلِ وَالأَوثانِ في الأَرضِ تُعبَدُ
فَأَمسى سِراجاً مُستَنيراً وَهادِياً=يَلوحُ كَما لاحَ الصَقيلُ المُهَنَّدُ
وَأَنذَرَنا ناراً وَبَشَّرَ جَنَّةً=وَعَلَّمَنا الإِسلامَ فَاللَهَ نَحمَدُ
وَأَنتَ إِلَهَ الحَقِّ رَبّي وَخالِقي=بِذَلِكَ ما عُمِّرتُ في الناسِ أَشهَدُ
تَعالَيتَ رَبَّ الناسِ عَن قَولِ مَن دَعا =سِواكَ إِلَهاً أَنتَ أَعلى وَأَمجَدُ
وَأَحسَنُ مِنكَ لَم تَرَ قَطُّ عَيني / وَأَجمَلُ مِنكَ لَم تَلِدِ النِساءُ/ خُلِقتَ مُبَرَّءً مِن كُلِّ عَيبٍ/ كَأَنَّكَ قَد خُلِقتَ كَما تَشاءُ"
هذه الأبيات قالها حسان بن ثابت "شاعر الرسول" في مدح أشرف خلق الله جميعاً رسولنا الكريم "محمد" صلى الله عليه وسلم، والذي حمل لنا رسالة الله عز وجل فكان نبراساً مضيئاً ورحمة مهداة للبشرية جميعها.
شخصية رسولنا الكريم بما جمعته من معاني وصفات جليلة كانت محل تأمل للعديد من المفكرين والفلاسفة حول العالم، كما تناول الشعراء سيرته العطرة بالمدائح وبالرثاء عقب وفاته.
ونقلب صفحات كتاب " الإسلام ورسوله في فكر هؤلاء " لمؤلفه أحمد حامد الذي يجمع فيه أراء نخبة هائلة من الأدباء والمفكرين والفلاسفة في الإسلام ورسوله الكريم "محمد صلى الله عليه وسلم".
برنارد شو
الكاتب المسرحي البريطاني جورج برنارد شو، رفض أن يكون أداة لتشويه صورة الرسول "صلى الله عليه وسلم" عندما طلب منه البعض أن يمسرح حياة النبي حيث جاء رفضه قاطعاً.
ومما قاله عن الإسلام ورسوله: "قرأت حياة رسول الإسلام جيداً، مرات ومرات لم أجد فيها إلا الخلق كما يجب أن يكون، وأصبحت أضع محمداً في مصاف بل على قمم المصاف من الرجال الذين يجب أن يتبعوا".
و"لما قرأت دين محمد أحسست أنه دين عظيم، وأعتقد أن هذا الدين العظيم سيسود العالم ذات يوم قريب مقبل إذا ما وجد الفرصة لانتصاره، ليتعرف العالم عليه بلا تعصب".
وقال أيضاً "لو أن محمداً وجد في هذا العالم اليوم لاستطاع بقوة إقناعه أن يحل كل مشكلات العالم وان يجعل الحب والسلام هم الحياة، ولاشك أن الإسلام ونبي الإسلام، استطاعا أن يجعلاني أقف باحترام شديد للرسالة ورسولها وتمنيت دائماً بأن يكون الإسلام هو سبيل العالم فلا منقذ له سوى رسالة محمد".
"أرجوا أن تفهموا نبؤتي فالإسلام قادم ليصبح العالم به في حب وسلام فقد دخل ومايزال يدخل الإسلام كثرة هائلة من بني قومي ومن الأقوام الأخرى حتى ليمكن أن يقال أن تحول أوروبا إلى الإسلام قد بدأ".
برتراند راسل
أخلاق "محمد" تمنح معنى للوجود
برتراند راسل وهو أحد فلاسفة بريطانيا الكبار والحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1950، قال: "لقد قرأت عن الإسلام ونبي الإسلام فوجدت أنه دين جاء ليصبح دين العالم والإنسانية، فالتعاليم التي جاء بها محمد والتي حفل بها كتابه مازلنا نبحث ونتعلق بذرات منها وننال أعلى الجوائز من أجلها".
و"كان محمد بتعاليمه وكتابه أحق بكل الجوائز لكنه لم يسع إلى ذلك وترك الأمور تسير بطبيعتها حتى لا يتهم بأن الإسلام بالسيف ساد وانتشر".
"لقد كانت ومازالت ديانة محمد توحيداً سهلاً ولم يزعم لنفسه انه إله ولا زعم أتباعه له هذه الطبيعة الإلهية نيابة عنه، لقد كانت الأخلاق الإسلامية منذ محمد وحتى اليوم وغداً هي المفتاح الحقيقي للإنسان الذي يحلم بان يكون لوجوده معنى".
توماس كارليل
الرسول لم يكن من محبي الشهرة
المصلح الاجتماعي الإنجليزي توماس كارليل كان مولعاً بالشخصيات التي غيرت مجرى التاريخ، وأفرد في كتابه "الأبطال" فصلاً كاملاً للحديث عن الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم" واستعرض فيه نواحي العظمة في حياته ورد على افتراءات الكارهين له ولرسالته العظيمة حتى انه اتهم بالتحيز للإسلام.
ومما قاله "قوم يضربون في الصحراء عدة قرون لا يؤبه بهم ولهم فلما جاءهم النبي العربي، أصبحوا قبلة الأنظار في العلوم والمعرفات وكثروا بعد قلة، وعزوا بعد ذلة، ولم يمض قرن حتى استضاءت أطراف الأرض بعقولهم وعلومهم".
كما يفند كارليل مزاعم الكارهين مدافعاً عن رسول الإسلام والرسالة بقوله: "لم يكن رسول الإسلام من محبي الشهرة كما يدعي البعض لم يكن في فؤاد ذلك النبي العظيم أي طمع دنيوي، لأن الذي يتمسك بحبل الله لا تهمه الظواهر ولا السطحيات، فقد تمسك بحبل الله ضارباً حسابا الربح والخسارة عرض الحائظ غير مهتم بجاه أو شهرة أو سلطان، ولو كان يريد ذلك لركن إلى أقوال الذين ساوموه على ذلك، لكنه أقسم أنهم لو وضعوا في يديه القمر والشمس على أن يترك هذا الدين ما تركه".
ويليام موير
السير ويليام موير هو اسكتلندي درس الحقوق في جامعتي أدنبره، وجلاسجو وبدأ يبحث عن الإسلام ويدرس أخلاق نبي الإسلام في بداية وجوده بالهند وله دراسات جديدة منها "سيرة النبي والتاريخ الإسلامي"
ويقول في كتابه هذا: "من صفات النبي الجديرة بالتنويه والإجلال "الدقة والاحترام" اللتان كان يعامل بهما أتباعه حتى أقلهم شأناً، فالتواضع والرأفة والإنسانية وإنكار الذات والسماحة والإخاء وثقت به محبة كل من حوله"
"ولقد امتاز محمد بوضوح كلامه وسهولة دينه ولقد أتم من الأعمال مالم ولن يستطيعه مصلح اجتماعي، فقد أحيا الأخلاق وحث على الفضيلة، وهذا حال الأنبياء والرسل حينما يربيهم الله ويرسلهم برسالة حق كما أرسل محمداً بالإسلام الحقيقة والحق ليختم الرسالات وأيضاً ليختم الأنبياء".
"صنع محمد أمة من قوم كانوا من قسوة القلب والبداوة بحيث يصعب التأثير فيهم فأصبحوا كما أراد الإسلام ونبيه وراحوا يملأون العالم بعد ذلك علماً ونوراً بعد أن كانوا من الجهالة والجاهلية".
روسو
لم أرى في العالم رجلا مثل "محمد"
الفليسوف الفرنسي جان جاك روسو فقد أبدى إعجابه بالنبي محمد "صلى الله عليه وسلم" قال:
"لم ير العالم حتى اليوم رجلا استطاع أن يحول العقول، والقلوب من عبادة الأصنام إلى عبادة الإله الواحد إلا "محمداً" ولو لم يكن قد بدأ حياته صادقاً أميناً ما صدقه أقرب الناس إليه، خاصة بعد أن جاءته السماء بالرسالة لنشرها على بني قومه الصلاب العقول والأفئدة، لكن السماء التي اختارته بعناية كي يحمل الرسالة كانت تؤهله صغيراً فشب متأملاً محباً للطبيعة ميالا للعزلة لينفرد بنفسه".
ويؤكد روسو قائلاً "لو أن محمداً عاش مدة أطول مما عاش، لأصبح الإسلام ورسوله سادة العالم"
فولتير
الشاعر والكاتب الفرنسي فولتير وصاحب حركة الاستنارة الفرنسية في القرن الثامن عشر والذي كان يؤمن بالتسامح الديني عندما تحدث عن رسول الإسلام قال "السنن التي أتى بها محمد كانت كلها ما عدا تعدد الزوجات قاهرة للنفس ومهذبة لها، فجمال تلك الشريعة وبساطة قواعدها الأصلية جذبا للدين المحمدي، أمماً كثيرة أسلمت"
ويتابع قائلاً "أنه دين يستحق الإعجاب والإجلال والتقدير ذلك لأنه جعل زنوج أواسط إفريقيا، يشعرون بآدميتهم، وجعل سكان جزر البحر الهندي يعرفون أن هناك قوة غير التي اعتادوا عليها"
وينفي ما يتردد حول أن الإسلام استولى قهراً وبالسيف على أكثر من نصف الكرة الأرضية، فيقول "هذه شائعات تحاول أن تقلل من قيمة الإسلام ورسوله، وان الدليل على ذلك أن كثيرين اعتنقوا الإسلام وهم بعيدون عن بلاده وغزوات وفتوحاته، فكيف إذن وصلهم السيف الذي يدعيه مؤرخونا وخطباؤنا".
جوته
أما الشاعر والأديب الألماني يوهان فولفجانج جوته فقد اطلع على القرآن الكريم والسيرة النبوية وكان معجباً بشخصية الرسول نظرا لما قام به من تأسيس الفكر والدين الإسلامي، وانه لم يقصر حياته على مجرد بث التعاليم الدينية، ولكنه استخدم في توصيل رسالته ودعوته وسائل كفاح دنيوية.
وقد ظهر هذا الإعجاب من خلال أشعاره، وأعماله الأدبية والتي نذكر منها "تراجيديا محمد" هذا الكتاب الذي أنقسم إلى فصلين الأول تحدث فيه عن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، أما الفصل الثاني فقام بتصوير معاناة الرسول أثناء تبليغه الرسالة وما قساه من المشركين خلال ذلك.
كما اختص جوته الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم" بقصيدة مدح طويلة، مشبهه بالنهر العظيم الذي يجر معه الجداول والسواقي في طريقه إلي البحر، كما قام بكتابة مسرحية أيضا عن الرسول ولكنها لم تكتمل لوفاته.
وعن الرسول قال جوته: "كان الرسول معداً إعداداً ربانياً أنفرد به من بين سابقيه من الرسل والأنبياء على كثرتهم".
كما قال "كان رسول الإسلام متواضعاً محباً للخير وجاءته رسالة الخير، استطاع بحبه لرسالته أن يجعلها تمتد وتنتشر وتضرب جذورها في أعماق النفس البشرية التواقة دائماً للتعرف على النواحي الإيجابية في الحياة"
حول العالم
بروكلمان احد كبار المستشرقين الأمريكيين الذين عشقوا اللغة العربية وله عدة كتب عن تاريخ العرب الأدبي والتاريخ الإسلامي، قال عن سيدنا "محمد" : "لم تشبه شائبة من قريب أو من بعيد، فعندما كان صبياً وشاباً، عاش فوق مستوى الشبهات، التي كان يعيشها أقرانه، من بني جنسه وقومه بدليل أن شريفة مكة وهي السيدة "خديجة" استدعته راجية أن يراعي تجارتها ولفرط ثقتها فيه وأمانته في مالها ولثقته الكبيرة في نفسه طلبته زوجاً لها".
وعن الكيفية التي تعامل بها الرسول "صلى الله عليه وسلم" مع اليهود قال الزعيم الألماني هتلر "أعتقد أن الذي استطاع أن يتعامل مع اليهود، ويكسبهم ويشل حركتهم في نفس الوقت هو رسول الإسلام محمد الذي فهم ما تدور به عقولهم وقلوبهم، لذا كان محمداً حريصاً منهم حريصاً عليهم ليبلغ رسالته فاستقطبهم بطريقته التي لم ولن يصل إلى مرتبتها أحد، فالتعامل مع اليهود مشكلة غير عادية أنهم لا يستحقون الحياة إلا أن محمداً كان واسع الصدر يملك منطقا غير عادي، تأكدنا منه لتعامله معهم بالود الذي لم يألفوه وبالقوة التي شهدوها"
ويتابع هتلر "اعتقد أنه لو كان محمد في عصرنا هذا لما فعل ما فعلت مع اليهود لكنهم لا يستحقون إلا ما قمت به معهم"
وقال الزعيم الهندي المهاتما غاندي "إن نبي الإسلام هو الذي قادني إلى المناداة بتحرير الهند"، "العظيم الخالد إلى الأبد محمد بن عبد الله رسول الإسلام كان قادراً على السيطرة على العالم كله، ومع ذلك ترك نفسه إنساناً بالإسلام ولم تستطع شهوة الشيطان في السيطرة أن تحوم حتى حوله فعاش نبي الإسلام رسولاً، بشراً عادياً أمام إخوانه من الناس، كواحد منهم رغم أنه اصطفاء إلهي".
تولستوي
الأديب الروسي ليو تولستوي قال "لا يوجد نبي حظي باحترام أعدائه سوى النبي محمد مما جعل الكثرة من الأعداء يدخلون الإسلام"
ويتابع الأديب الروسي "أنا واحد من المبهورين بالنبي محمد، الذي أختاره الله الواحد لتكون أخر الرسالات على يديه وقلبه وعقله، ليكون هو أيضاً أخر الأنبياء حيث لم يأت ولن يأت بعده جديد، اعتراف محمد بالأنبياء الذين سبقوه بتكليف من الإله الواحد ليقدموا البناء الاجتماعي العالمي الذي جاء يستكمله دليل لا يقبل الشك فقد جاء محمد ليستكمل بالإسلام البناء الاجتماعي للإنسان في كل مكان".
وفي الشعر قال شرف الدين البوصيري:
مُحَمَّدُ سَيِّدَ الكَوْنَيْنِ والثَّقَلَيْنِ=والفَرِيقَيْنِ مِنْ عُرْبٍ ومِنْ عَجَمِ
نَبِيُّنَا الآمِرُ النَّاهِي فلاَ أَحَدٌ=أبَّرَّ فِي قَوْلِ لا مِنْهُ وَلا نَعَمِ
هُوَ الحَبيبُ الذي تُرْجَى شَفَاعَتُهُ=لِكلِّ هَوْلٍ مِنَ الأهوالِ مُقْتَحَمِ
دَعا إلى اللهِ فالمُسْتَمْسِكُونَ بِهِ=مُسْتَمْسِكُونَ بِحَبْلٍ غيرِ مُنْفَصِمِ
فاقَ النَّبِيِّينَ في خَلْقٍ وفي خُلُقٍ=وَلَمْ يُدانُوهُ في عِلْمٍ وَلا كَرَمِ
وَكلُّهُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ مُلْتَمِسٌ=غَرْفاً مِنَ الْبَحْرِ أَوْ رَشْفاً مِنَ الدِّيَمِ
ووَاقِفُونَ لَدَيْهِ عندَ حَدِّهِمِ=مِنْ نُقْطَة العِلْمِ أَوْ مِنْ شَكْلَةِ الحِكَمِ
فهْوَ الذي تَمَّ معناهُ وصُورَتُه=ثمَّ اصْطَفَاهُ حَبيباً بارِىءُ النَّسَمِ
أما حسان بن ثابت فقال يمدح الرسول:
شَقَّ لَهُ مِنِ إِسمِهِ كَي يُجِلَّهُ=فَذو العَرشِ مَحمودٌ وَهَذا مُحَمَّدُ
نَبِيٌّ أَتانا بَعدَ يَأسٍ وَفَترَةٍ=مِنَ الرُسلِ وَالأَوثانِ في الأَرضِ تُعبَدُ
فَأَمسى سِراجاً مُستَنيراً وَهادِياً=يَلوحُ كَما لاحَ الصَقيلُ المُهَنَّدُ
وَأَنذَرَنا ناراً وَبَشَّرَ جَنَّةً=وَعَلَّمَنا الإِسلامَ فَاللَهَ نَحمَدُ
وَأَنتَ إِلَهَ الحَقِّ رَبّي وَخالِقي=بِذَلِكَ ما عُمِّرتُ في الناسِ أَشهَدُ
تَعالَيتَ رَبَّ الناسِ عَن قَولِ مَن دَعا =سِواكَ إِلَهاً أَنتَ أَعلى وَأَمجَدُ