</SPAN>
في هذه السلسلة يتكلم الشيخ عن بعض جوانب هذا الموضوع مثل: أخبار الكتاب وأخبار القراءة، كيف نشتري الكتاب؟، وحكم بيع الكتاب، وحكم إعارة الكتاب وغيرها من المسائل المهمة التي يحتاجها طالب العلم حتى تكون قراءته مبنية على أصول ثابتة وحتى يستفيد الاستفادة العظمى ويخرج بالنتيجة المرجوة أثناء قراءته لكتب العلماء.
كيف تقرأ كتب العلماء؟
المحاضرة الأولى
العنصر الأول
أهمية القراءة والكتاب
أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستزيد من العلم فقال:{ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً }[طه].
وأن هذه الأمة من مميزاتها أن أول آية نزلت على قلب محمد صلى الله عليه وسلم كانت تحثه على القراءة، فقال الله عز وجل:{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }[العلق]، فذكر في هذه السورة آلة العلم وهي القراءة وآلة القراءة وهو القلم.
~ تنبيه ~
أننا أحيانا نكثر من التغني بماضينا، ونفخر به ونرفع به رؤوسنا، لكن إذا كان هذا التفاخر والتغني بهذا الماضي على حساب على أننا لا نوجد حاضرا فسوف يكون الأمر في غاية الخطورة.
إذن نحن بحاجة إلى أن نحافظ على ماضينا وتراثنا، وقبل ذلك على ديننا وعقيدتنا وثوابتنا، وأن نوجد أيضا شيئا نقول للعالمين جميعا أننا نحن أمة "اقرأ".
- وكذلك نقرأ لنعرف أسباب تفوق من قبلنا فنسلكه، وأسباب تفوق من هم بيننا فنحتدي به، ونعرف أسباب وانتكاسات الأمم فنجتنب هذا الضعف وهذا الانتكاسات.
- أيضا نقرأ لنعرف ما لدى الآخرين من علم ومن ثقافة فنأخذ أطيبها ونرد أرذلها.
- ونقرأ لأننا نحن أمة الإسلام نتقرب إلى الله تعالى بهذه القراءة، الله عز وجل أمرنا بالعلم، وأمرنا بالنهوض ولن يكون هذا الأمر إلا بطرق ومنها القراءة.
- ونقرأ لنتعلم أحكام الشريعة.
- ونقرأ لنعرف سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم وسيرة الخلفاء الراشدين، وسيرة السلف الصالح فنقتدي ونحتدي بطريقتهم وبهديهم رضي الله عنهم جميعا.
- ونقرأ كذلك للمتعة والتسلية والترويح عن النفس وطرد السآمة والملل، والبحث عن أصدقاء في زمن قَلَّ فيه الصديق الوفي، فتسمع في هذه الكتب حِكم الحكماء وعلم العلماء، تسمع أخبار الماضين والحاضرين.
ابن عباس رضي الله عنهما كان إذا أفاض من عنده في الحديث، وبعد أن يقرأ في كتب الحديث والتفسير والفقه وغيرها يقول لأصحابه:" أَحْمِضُوا "(أي روحوا عن أنفسكم) وهذا المعنى الإجمالي، يُقال: أَحْمَضَ القوم إحماضا إذا أفاضوا فيما يؤنسهم من الكلام، وأصل هذه الكلمة الحِمْض في النبات وهو للإبل كالفاكهة للإنسان.
وهذه القراءة (للتسلية والمتعة) ليست مذمومة دائما، بل إنها أحيانا تكون الطريق إلى أن تَأْلَف القراءة وأن تحبها وتعشقها، والسبب في ذلك أن هذا النوع من القراءة لا يحتاج إلى تفكير ولا مهارة ولا جهد ذهني وإنما تقرأ وتتصفح هذه الصفحات حتى تختمها.
- وكذلك نقرأ لنكسب من الأخلاق أحْمَدَها ونترك من الأخلاق أسوأها.
- ونقرأ أيضا لبناء ذواتنا ولتطوير أنفسنا بالمهارات المختلفة.
- ونقرأ أيضا لنطلع على عقول الرجال، وعلى ثقافاتهم.
فالعلماء يقولون إن الرجل إذا ألف كتابا فكأنما وضع عقله على طبق، فيقدمه للناس فينظرون إلى عقله هل هو ذكي أم غير ذلك ).
ولذلك يقول الخليفة المأمون لا نزهة ألذ من النظر في عقول الرجال ).
هذه بعض الأسباب التي تجعلنا وتدفعنا إلى أن نحرص على القراءة وعلى أن نكثف منها.